تمر الأيام.. يوم بعد يوم.. الزمن يحاصرك من جهة، وضيق الأفق من أخرى.. وتأبى أحداث حياتك إلا أن تلعب ضدك.. وقراراتك، قراراتك ناذرا ما تكون في صالحك. إنسان بلا حكمة، ولا ذرة حكمة.. باختصار، أنت عديم الفائدة، عديم الوجود.. صحيح أنك طيب القلب في أغلب الأحيان، لكنك تفتقر إلى أدوات تجسيد طيبوبتك.. تفتقر إلى الهدوء.. أكثر ما يجهدك أن حلما صغيرا بالنسبة لأغلب الآخرين، يصر على ألا يكون كذلك معك.
غريب، غريب جدا أن الارتباط بشخص ما، يهدم حياتك هدما ويحول مسارها تحويلا،!
غريب أن يتحول الإنسان بين عشية وضحاها، دون أن يشعر، من إنسان يؤول إلى النموذجي إلى أخر يؤول إلى التفاهة.فظيعة بعض الأحاسيس،، مؤلمة هي!
الجميع تقريبا؛ جميع من تعرفهم، يعرفون بقصتك - الماجدة في نظرك، والتافهة في نظر أغلبهم. الأكيد أنك في بعض الأحيان تلاحظ ذلك. والأكثر تأكدا أنك لا تستطيع الكتمان. فأنت كالغبي الذي يبني الهزيمة، بينما يظن أنه يحقق الأسطورة.
الجبن، كل الجبن أن تهرب من واقعك بالوهم.. والوهم كل الوهم أن تنتظر واقعا يسالم تحدياتك. التحدي الكبير؛ تحدي عقلك لهفواتك.
الإمكانيات التي تمتلكها غير محدودة، لكن أغلبها يفتقر لحقل للاشتغال. وهنا تكمن إحدى الجوانب التي يجب أن تلتفت إليها على الدوام؛ التوفيق بين الحقل وطاقة الفعل. أي إعمال الموهبة المناسبة في الظرف المناسب.. أو، بطريقة أخرى، البحث لكفاءاتك وطاقاتك عن الحقل المفعل لها.
اعلم أنك إ'ن لم ترحم نفسك فلا أحد سيرحمك، أيا كان! فاعتن بنفسك وارحمها، إنك تستحق ذلك.. فعندما يذهب عنك الجميع تبقى، دائما، مع ذاتك، فحسب ويصير الجميع ذكرى. إعادة الاعتبار للذات محوري جدا لتفادي الهاوية.
يجب ألا تثق في ابتسامات الحياة، كما يجب ألا تدعها تنفلت بين يديك.
رتب أولوياتك قدر الإمكان، فالحياة رائعة رغم كل شيء. الحياة هدية جميلة فقاتل لحفظها جميلة. إنها هدية لأنك لم تشترها، ولم تصنعها، فأنت، فقط في لحظة، اكتشفت وجودك ووعيت به، دون أن تبذل أدنى جهد.
فلا تشترط على وجودك ظروفه، فأنت في الأصل، لم تدفع مقابلا لهذا الوجود. فاعتن بالهدية وتمعن فيها لترى كم هي فعلا مميزة..
السبت أغسطس 15, 2009 10:58 am